TOXEcaEbFpRxsSPoJcYY 26 8be940d6a2ef948bf26db48af9920683 file

June 3, 2017 | Author: Anonymous | Category: N/A
Share Embed Donate


Short Description

Download TOXEcaEbFpRxsSPoJcYY 26 8be940d6a2ef948bf26db48af9920683 file...

Description

‫التنمية السياسية‪:‬المفهوم‪..‬المشكالت‬ ‫والمقومات و اآلليات‪.‬‬ ‫إعداد‪ :‬د‪.‬قزادري حياة‪.‬‬ ‫أستاذة محاضرة بكلية علوم اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫الملخص‪:‬‬ ‫تعرف التنمية السياسية بأنها‪ ":‬مجموعة من المتغيرات تستهدف الثقافة و البنية السياسية‬ ‫ّ‬ ‫تحول في قدرة اإلنسان‬ ‫مؤدية إلى نقل المجتمع من نظام تقليدي إلى نظام حديث‪ ،‬و إحداث ّ‬

‫و قابليته السياسية على األخذ بزمام المبادرة‪ .‬من أجل تأسيس و تطوير بنى جديدة و قيم‬

‫التكيف مع المطالب‬ ‫عصرية قادرة على استيعاب ما يعرض من مشكالت و السعي لحلّها و ّ‬ ‫التغيرات المستمرة ‪ ،‬و السعي من أجل تحقيق أهداف جديدة ‪ .‬و إن لم يستطع النظام‬ ‫و ّ‬ ‫التكيف مع متطلبات و مستجدات بيئته الداخلية و الخارجية يتعرض‬ ‫السياسي بمؤسساته ّ‬ ‫النظام السياسي ألزمات منها أزمة الهوية و أزمة الشرعية و أزمة المشاركة و أزمة التغلغل‬

‫و أزمة التوزيع‪.‬‬

‫الكلمات الدالة‪ :‬التنمية السياسية ‪ ،‬أزمة المشاركة ‪ ،‬مقومات التنمية السياسية‬ ‫‪Résumé:‬‬

‫‪Connu développement politique comme «un ensemble de variables‬‬ ‫‪cible la culture et la structure politique de la société, conduisant au‬‬ ‫‪transfert d'un système traditionnel à un système moderne, et un‬‬ ‫‪changement dans la capacité humaine et sur la susceptibilité‬‬ ‫‪politique de prendre l'initiative. Afin d'établir et de développer de‬‬

nouvelles structures et des valeurs modernes capables pour accueillir les problèmes qui s’affichent et de chercher à les résoudre et de s’adapter aux exigences et aux changements constants,et la poursuite pour réaliser de nouveaux objectifs. Et lorsque le système politique et ses institutions ne pourraient pas s’adapter aux exigences et aux évolutions de l'environnement interne et externe sera exposé aux crises,comme la crise d'identité, la crise de légitimité, la crise de participation, la crise de pénétration,et la crise de la distribution.

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر التنمية السياسية من المفاهيم الحديثة‪ ،‬و بعدا أساسيـ ـ ـا من أـبعاد‬ ‫التنمية الشاملة ‪ ،‬يتم بواسطتها تنمية قدرات الجماهير على إدراك مشكالتهم بوضـ ـ ـ ـ ـوح‬

‫وقدراتهم على تعبئة كل اإلمكانيات المتاحة لمواجهة هذه المشكالت بشكل عملي وواقعي‬ ‫فما هو يا ترى تعريف التنمية السياسية‪ ،‬و ما هي المشكالت التي تواجهها‪ ،‬و ما ه ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫مقوماتها؟‬ ‫‪) 1‬تعريف التنمية السياسية‪:‬‬

‫إن مفهوم التنمية السياسية من المفاهيم الجديدة في علـم السياسـة‪،‬بدأت إرهاصـاته األولـى فـي‬

‫أعقــاب الحــرب العالميــة الثانيــة و أوائــل الخمســينيات مــن القــرن العش ـرين‬

‫(‪.)1‬‬

‫واإلهتمــام بهــذا‬

‫المفهوم كان نتيجة الجتماع عدة عوامل هي‪ :‬تصاعد الحرب الباردة بـين المعسـكرين الشـرقي‬ ‫بزعامــة االتحــاد الســوفياتي‪-‬ســابقا‪ -‬و الغربــي بزعامــة الواليــات المتحــدة األمريكيــة‪ ،‬باإلضــافة‬ ‫إلى حركات التحرر و الدور الذي لعبته في تحقيق استقالل العديد من دول العالم الثالـث فـي‬

‫افريقيــا ويســيا‪ .‬و كانــت القضــية األساســية هــي كيفيــة إحــداث تنميــة سياس ـية فــي هاتــه الــدول‬ ‫الجدي ــدة ف ــي افريقي ــا و يس ــيا بالش ــكل ال ــذي ي ــؤدي إل ــى إقام ــة الديمقراطي ــة اللبيرالي ــة فيه ــا‬

‫(‪. )2‬‬

‫وتعــد لجنــة السياســات المقارنــة التابعــة لمجلــس بحــوث العلــوم اإلجتماعيــة ذات دور بــارز فــي‬ ‫تطـوير البحـث فــي مجـال التنميـة السياســية‪ .‬و لـم يـتم االتفــاق مـن قبـل البــاحثين علـى تعريــف‬ ‫ج ــامع م ــانع للتنمي ــة السياس ــية‪ ،‬و يرج ــع ذل ــك ألس ــباب موض ــوعية و تاريخي ــة و منهجي ــة و‬ ‫معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬ ‫فالتنميــة السياســية تهــتم أصــال بد ارســة النظــام السياســي مــن داخلــه‪ ،‬و هــي التــي تكمــل د ارســة‬ ‫التــأثيرات السياســية للتنميــة االقتصــادية و االجتماعيــة‪،‬فهي العرقيــة و االديولوجيــة فــي بوتقــة‬

‫القوميــة‬

‫(‪.)3‬‬

‫و ف ــي ظــل النظ ــام السياس ــي ذو الفاعليــة و الش ــرعية القــادر عل ــى أدا المهم ــات‬

‫األساسية للحكومة ‪ ،‬وفقا لمدخالته‪ ،‬و اإليمان الشعبي بأن النظام السياسي القائم هو المالئـم‬

‫لهـ ــا‪ .‬فه ـ ــي الحرك ـ ــة نح ـ ــو نس ـ ــق سياس ـ ــي يس ـ ــتطيع مواجه ـ ــة األعب ـ ــا الت ـ ــي يتع ـ ــرض له ـ ــا‬

‫(‪.)4‬‬

‫أمـا صـمويل هــانتغتون فيعتبـر عمليــة التنميـة السياسـية مرادفــة للتحـديث السياســي فيقـول‪":‬إنهــا‬

‫عملية متعددة الوجوه و تتضمن جملة من التغييرات فـي كـل جوانـب الحيـاة الفكريـة و ييرهـا‪.‬‬

‫و المجال األساسي للتحديث عنده هو التحضر‪ ،‬التصـنيع‪،‬العلمانية‪ ،‬الديمقراطيـة ‪ ،‬الثقافـة و‬ ‫المشاركة ‪،‬إضافة إلى توسع معرفة اإلنسان حول بيئته لتحسين مستويات الصحة‪...‬فهو حالة‬

‫يغيــ ـ ـ ــرون م ـ ـ ـ ــن ق ـ ـ ـ ـ ّـيمهم و مـ ـ ـ ـ ـوا قفهم لبن ـ ـ ـ ــا مجتم ـ ـ ـ ــع جدي ـ ـ ـ ــد"‬ ‫تعبئ ـ ـ ـ ــة تجع ـ ـ ـ ــل الن ـ ـ ـ ــاس ّ‬ ‫فالتح ــديث حس ــبه يتطلـ ـ ب عقلن ــة للس ــلطة و تخص ــص الوظ ــائف السياس ــية ووج ــود مش ــاركة‬ ‫(‪.)5‬‬

‫سياسية‪ .‬يير أن لوسيان باي حاول وضع قائمة تشمل أهم التعريفات المتداولة بـين البـاحثين‬

‫حـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول مفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم التنميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية‪ ،‬و قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد حـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاول تحديـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي كونهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:‬‬

‫" عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب يايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية"(‪ .)6‬هذا و‬ ‫فــي عــام ‪ 1665‬قــدم بــاي تصــنيفا جديــدا تضــمن عــدة تعريفــات للتنميــة السياســية و هــي‬

‫‪)7(:‬‬

‫ التنميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كمطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب سياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي للتنميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادية‪.‬‬‫– التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنمط لسياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات المجتمع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات التقليديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫– التنميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديث سياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬ ‫– التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــميم للدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة القومي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬ ‫– التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كتنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إداري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و قانوني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫– التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كتعبئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و مش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة جماهيريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬ ‫– التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كبن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا للديمقراطي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬ ‫– التنميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة السياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية كاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقرار و تغييـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتظم‪.‬‬ ‫– التنميـ ـ ـ ــة السياسـ ـ ـ ــية كجان ـ ـ ـ ــب مـ ـ ـ ــن الجوان ـ ـ ـ ــب المتعـ ـ ـ ــددة لعملي ـ ـ ـ ــة التغيـ ـ ـ ــر اإلجتم ـ ـ ـ ــاعي‪.‬‬

‫مــن كــل مــا ســبق يمكــن تعريــف التنميــة السياســية علــى أنهــا ‪":‬عمليــة سياســية متعــددة الغايــات‬ ‫تســتهدف ترســير فك ـرة المواطنــة ‪ ،‬و تحقيــق التكامــل و االســتقرار داخــل ربــوع المجتمــع ‪ ،‬و‬

‫زيــادة مع ــدالت مش ــاركة الجم ــاهير ف ــي الحي ــاة السياســية‪ ،‬فض ــال ع ــن إض ــفا الش ــرعية عل ــى‬ ‫السـلطة بحيـث تسـتند علـى أسـاس قــانوني فيمـا يتصـل باعتالئهـا و ممارسـتها و تـداولها ‪ ،‬مــع‬

‫م ارعـاة الفصــل فــي الــوظيفتين التشـريعية و التنفيذيــة‪ .‬بحيــث تقــوم علــى كــل منهــا هيئــة مســتقلة‬ ‫عــن األخــرى‪ ،‬مــع إتاحــة الوســائل الكفيلــة بتحقيــق الرقابــة المتبادلــة بــين الهيئتــين"‬

‫(‪)8‬‬

‫فهــي إذن‬

‫عملية ارتقا بحيـاة األفـراد لتمكيـنهم مـن مواجهـة التحـديات الداخليـة و الخارجيـة‪،‬كما تتضـمن‬

‫تحلي النظام السياسي بقدرات عالية تضمن‬ ‫بنا المؤسسات و تحقيق التمايز في األدوار‪ ،‬مع ّ‬

‫له الشرعية و الفاعلية و االستقاللية علـى الصـعيد الـدولي‪ .‬و لتحقيـق التنميـة السياسـية يجـب‬ ‫التخلص أو القضا على أزمات التنمية السياسية و هو ما سوف يتم التطرق له الحقا‪.‬‬ ‫‪ )2‬مؤشرات التنمية السياسية‪:‬‬ ‫إن التنميــة ال يمك ــن أن تــنج و تتحقــق فــي فتـ ـرة زمنيــة قصــيرة‪ ،‬و إنمــا تحتــا إلــى الوق ــت‬ ‫الكافي‪ ،‬و إلى تضافر كافة الجهود الرسمية و يير الرسمية و الشعبية مـن مؤسسـات و أفـراد‬ ‫لخلق الظروف المالئمة إلنجاحها و ال بد من توفر مجموعـة مؤشـرات للتنميـة السياسـية‪ ،‬مـن‬

‫أبرزها ما يأتي‪:‬‬

‫(‪)6‬‬

‫‪ )1‬مبــدأ ســيادة الق ــانون‪ ،‬و تكــافؤ الف ــرص‪ ،‬و ضــمان حري ــة التعبيــر‪ ،‬و اس ــتقالل‬ ‫القضا ‪ ،‬و الحد من تعسف السلطة السياسية ‪ ،‬و ضمان حقوق المواطنين‪.‬‬ ‫‪ )2‬و جود مجتمع مدني فاعل يتمتع بقدر من الحرية و االستقاللية‪.‬‬ ‫‪ )3‬توافر ثقافة سياسية مدنية تقوم على أساس التسام و الحوار و احترام الرأي‪.‬‬ ‫‪ )4‬مش ــاركة سياس ــية ديمقراطي ــة و ش ــفافة ف ــي ص ــنع القـ ـرار السياس ــي وف ــق أس ــس‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫‪ )5‬تطــور التشـريعات و تحــديثها بمــا يتماشــى مــع المتطلبــات الداخليــة و الخارجيــة‬ ‫للمجتمع‪.‬‬

‫‪ )6‬و جــود برلم ــان مؤسس ــي يمث ــل اإلرادة الحقيقيــة للش ــعب‪،‬و يم ــارس ص ــالحياته‬ ‫الدســتورية فــي الرقابــة علــى الســلطة التنفيذيــة‪ ،‬و التشـريع بكــل اســتقاللية‪ ،‬و يســهم‬

‫في صنع السياسة العامة للدولة‪.‬‬

‫التكيــف مــن خــالل تطــوير مؤسســاته المختلفــة‬ ‫‪ )7‬وجــود نظــام سياســي قــادر علــى ّ‬ ‫الســتيعاب التغيي ــر الــذي يط ـ أر علــى المجتمــع‪ ،‬و قــادر علــى اســتخ ار الم ـوارد و‬ ‫توزيعها على أفراد المجتمع بعدالة‪.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫‪ )8‬إط ــالق الحري ــات ب ــين جميـ ــع فئ ــات المجتم ــع الواحـ ــد‪ ،‬بعي ــدا عـ ــن الخـ ــوف و‬ ‫اإلرهاب الفكري‪ ،‬و حماية الحريات المسؤولة ألنها عماد الديمقراطية‪.‬‬ ‫‪ )6‬وجود تعدديـة سياسـية و فكريـة ضـمن الثوابـت التـي يقـوم عليهـا المجتمـع‪ ،‬دون‬ ‫أن يـ ّـدعي طــرف مــن األط ـراف ملكيتــه للحقيقــة أو حمايــة المصــلحة الوطنيــة علــى‬ ‫حساب طرف يخر‪ .‬فالجميع تهمه المصلحة الوطنيـة‪ ،‬مـع تأكيـد القواسـم المشـتركة‬ ‫لمحــددات المصــلحة الوطنيــة‪ ،‬و يمكــن الوصــول إلــى هــذه القواســم المشــتركة مــن‬

‫خالل الحوار بين النخب المثقفة‪.‬‬ ‫‪ )11‬تحقيق المساواة في الحقوق و الواجبات بين جميع المـواطنين بصـرف النظـر‬ ‫عــن اخــتالف انتمــا اتهم أو أجناســهم أو أديــانهم أو أع ـراقهم‪ ،‬و عــدم النظــر إلــى‬ ‫الدولــة باعتباره ــا مص ــلحة خاص ــة لك ــل ف ــرد الح ــق أن يأخ ــذ منه ــا م ــا يش ــا عل ــى‬

‫حســاب األفـراد انخـرين‪ ،‬بــل يجــب علــى الجميــع أن يتحمــل مســؤوليته فــي الحفــاظ‬ ‫على الدولة باعتبارها القاسم المشترك بين الجميع‪.‬‬ ‫‪ )11‬قي ــام األح ـ ـزاب السياسـ ــية القوي ــة و الفاعلـ ــة و القـ ــادرة عل ــى إحـ ــداث التغييـ ــر‬ ‫المرج ــو م ــن خ ــالل إشـ ـراك األفـ ـراد ف ــي إقـ ـرار السياس ــة العام ــة للح ــزب‪ ،‬و نظرت ــه‬

‫لمختلــف القضــايا التــي تواجــه الدولــة‪ .‬و حتــى تســتطيع األحـزاب السياســية أن تقــوم‬ ‫بهـ ــذا الـ ــدور ال بـ ـ ّـد أن تفس ـ ـ السـ ــلطات الرسـ ــمية فـ ــي الدولـ ــة و بالـ ــذات السـ ــلطة‬ ‫التنفيذيــة‪ ،‬المجــال لبح ـزاب‪ ،‬لتتحــرك و تعمــل فــي جـ ّـو مــن الديمقراطيــة و الحريــة‬ ‫وفقا للقانون و النظام العام‪.‬‬

‫‪ )12‬تفعيــل دور مؤسســات المجتمــع المــدني و قطــاع الشــباب و الم ـرأة فــي الحيــاة‬ ‫السياسية‪ ،‬بهدف دمـ هـذه المؤسسـات و هـذه الشـرائ الواسـعة مـن أبنـا المجتمـع‬ ‫في تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫‪ )13‬س ــن قـ ـوانين و تشـ ـريعات تحم ــي حق ــوق األفـ ـراد‪ ،‬سـ ـوا الحق ــوق و الحري ــات‬ ‫الخاصة‪ ،‬أو الحقوق و الحريـات العامـة المتعلقـة بحريـة االنتسـاب إلـى األحـزاب و‬

‫حرية اإلنتخاب‪.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫‪ )3‬مشكالت التنمية السياسية‪:‬‬ ‫‪ )1 3‬مشكلة الهوية‪:‬‬ ‫محيـرة‪:‬‬ ‫و تتوقــف مســألة الهويــة علــى دور القيــادة السياســية ونجاحهــا فــي اإلجابــة علــى أســئلة ّ‬

‫من نحن؟ و ما أهدافنا؟ و تتمثل األزمـة فـي إخفـاق هاتـه القيـادة فـي إرسـائها ألسـاس مشـترك‬

‫للهويــة القوميــة‪.‬كمــا تتوقــف مســألة الهويـ ة علــى ثقــة أف ـراد المجتمــع فــي تـراثهم و حضــارتهم و‬ ‫مـ ـ ـ ــدى مسـ ـ ـ ــاهمتهم فـ ـ ـ ــي بنـ ـ ـ ــا حضـ ـ ـ ــارتهم و علـ ـ ـ ــى اتسـ ـ ـ ــاع و عمـ ـ ـ ــق مشـ ـ ـ ــاركتهم فيهـ ـ ـ ــا‪.‬‬

‫و تنجم األزمة حسب محمد أحمد اسماعيل عـن التح ّـوالت التـي تحـدث داخـل المجتمـع نتيجـة‬ ‫االنتقـال مـن النظـام التقليـدي إلـى نظـام أكثـر حداثـة إذ يقـول‪":‬هنـا تثـار قضـية الـوال و نوعيــة‬

‫القــيم الموجهّــة للســلوك و نوعيــة النمــاذ الســلوكية المقبولــة و المرفوضــة‪ ،‬كمــا تثــار قضــية‬ ‫لتح ــل محلّه ــا وال ات‬ ‫االنتم ــا ات الت ــي تتج ــه إل ــى االختف ــا خ ــالل حرك ــة التح ـ ّـول اإلنم ــائي ّ‬ ‫وانتمــا ات جديــدة للدولــة و القوميــة والوطنيــة ‪...‬إلــر"(‪ .)12‬منــه يمكــن القــول أن مشــكلة الهويــة‬

‫تحدث عندما يصعب انصهار كافة أفراد المجتمع في بوتقة واحدة تتجاوز انتمـا اتهم الض ّـيقة‬

‫التقليدية‪.‬‬

‫‪)2 3‬مشكلة الشرعية‪:‬‬ ‫تتمثل أزمة الشرعية في طرح مجموعـة مـن التسـاؤالت حـول مـدى شـرعية صـناع القـ اررات فـي‬ ‫المجتمع‪ ،‬وهي تثار حسب نبيل السمالوطي خالل مراحل االنتقـال مـن التقليديـة إلـى الحداثـة‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى إعادة النظر في القيـادات القبليـة و الطائفيـة‪ ،‬و االتجـاه نحـو بنـا مؤسسـات‪،‬‬

‫و االنتقال إلى أساليب الحكـم الرشـيدة‪ ،‬مـن خـالل نظـم كاالنتخابـات و االسـتفتا ات و الرضـا‬ ‫الجمــاهيري و الحك ــم م ــن خ ــالل مؤسســات ش ــرعية‪ .‬و هنــا تث ــار قضــية األحـ ـزاب و التن ــافس‬ ‫الحزبــي عل ــى الس ــلطة ف ــي إط ــار ال ــنظم المش ــروعة(‪ .)13‬فه ــي أزم ــة تتعل ــق أساس ــا بع ــدم تقب ــل‬ ‫المـ ـ ـواطنين المحك ـ ــومين لنظ ـ ــام سياس ـ ــي أو نخب ـ ــة حاكم ـ ــة باعتباره ـ ــا ال تتمت ـ ــع بالش ـ ــرعية‪.‬‬

‫‪ )3 3‬مشكلة المشاركة السياسية‪:‬‬

‫تعرف المشاركة السياسية بأنها عملية يمارسها األفراد بهدف التأثير في قـ اررات القـائمين علـى‬ ‫السلطة السياسية‪ ،‬و هي أيضا عملية مساندة أو معارضة لقيم سياسية معينة‪.‬‬

‫و حس ــب الس ــيد عب ــد المطل ــب ي ــانم فالمش ــاركة السياس ــية درج ــات تتمث ــل ف ــي‪ :‬تقلّ ــد منص ــب‬

‫سياسي‪،‬السعي نحو منصب سياسي‪ ،‬العضوية اإليجابية في تنظيم سياسي‪ ،‬العضوية السلبية‬ ‫فـ ــي تنظـ ــيم سياسـ ــي‪ ،‬المشـ ــاركة فـ ــي اإلجتماعـ ــات السياسـ ــية و المظـ ــاهرات و التصـ ــويت‪ ،‬و‬

‫االهتمام العام بالسياسة‬

‫(‪.)14‬‬

‫و تنجم أزمـة المشـاركة السياسـية عنـد عـدم تم ّكـن أفـراد المجتمـع‬

‫من المساهمة في أحد هذه الجوانب و بالتالي في الحياة العامة لبالدهم‪.‬‬ ‫‪ )4 3‬مشكلة التغلغل‪:‬‬

‫و هي ما تعرف أيضا بمشكلة التكامل و مفهـوم التكامـل هـذا يتضـمن عنصـرين يتمثـل األول‬ ‫في قدرة السلطة على فرض سيطرتها على اإلقليم الخاضع لسيادتها‪،‬و يتمثل الثاني في توافر‬

‫إز األمــة عمومــا تشــمل الـوال و اإلخــالص و‬ ‫مجموعــة مــن االتجاهــات لــدى أفـراد المجتمــع ا‬ ‫الضيقة‬ ‫المحلية‬ ‫الريبة في تغليب االعتبارات القومية على االعتبارات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫(‪.)15‬‬

‫و ترتبط مشكلة التغلغل بمدى قدرة السلطة على الوصول بسياساتها إلى أطراف المجتمع‪،‬‬ ‫بمعنى عدم قدرة السلطة على التغلغل و النفاذ إلى كافة أنحا إقليم الدولة و فرض سيطرتها‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪ )5 3‬مشكلة التوزيع‪:‬‬ ‫و تتعلق بمدى نفوذ السلطة في توزيع العوائد و األعبا ‪ ،‬و تشير أزمة التوزيع حسب عبد‬ ‫المطلب يانم إلى الزيادة السريعة في المطالب الشعبية المتعلقة بمنافع مادية من الحكومة‪ ،‬و‬ ‫االعتقاد أن الحكومات مسؤولة عن مستوى المعيشة في أي مجتمع‬

‫(‪.)16‬‬

‫فأزمة التوزيع تتمثل في عجز النظام السياسي عن توزيع عوائد و أعبا التنمية بشكل فعال‬ ‫و سليم‪.‬‬

‫و تزداد أزمات التنمية السياسية تعقيدا في المجتمعات النامية‪ ،‬عندما يتم نقل تجارب الدول‬ ‫األجنبية ‪ ،‬دون مراعاة لخصوصيات و متطلبات واقع هذه المجتمعات ‪.‬فالتنمية السياسية‬

‫الفعالة ال يمكن أن تتم بمعزل عن األصالة و الذات الحضارية ألي مجتمع‪،‬بل‬ ‫الحقيقية و ّ‬ ‫عليها تطويع القيم السياسية األصلية لمواكبة العصر‪.‬‬ ‫‪ )4‬مقومات التنمية السياسية‪:‬‬ ‫و بمــا أن عمليــة التنميــة السياســية تخلــق الظــروف و الشــروط المالئمــة للتطــور الــديمقراطي‪،‬‬ ‫فهي تهدف في النهاية إلى بنا النظام السياسي مع إج ار عمليات التحديث عليه كـي يصـب‬ ‫نظامــا ديمقراطيــا‪ ،‬فالتنميــة السياســية بــذلك تعمــل علــى الــتخلص مــن بقايــا الســلطات التقليديــة‬

‫بمختلــف خصائصــها التــي لــم تعــد تناســب البنــا الجديــد‪ ،‬و هــو مــا يتطلــب و جــود مواجهــة‬ ‫مســتمرة مــع البقايـ ا ال ارســخة التــي مــا تـزال تــؤثر ســلبا فــي اتجاهــات األفـراد و المجتمــع‪ .‬و مــن‬ ‫أجل التطبيق الفعلي للديمقراطية يجب التركيز على مقومات التنمية السياسية و هي‪:‬‬ ‫‪4‬أ) المشاركة السياسية‪:‬‬ ‫المقصـود بالمشــاركة السياســية إشـراك جميــع أفـراد المجتمـع فــي الحيــاة السياسـية بغــض النظــر‬ ‫عــن انتمــا اتهم اإلثنيــة و العرقيــة‪ ،‬و تمكيــنهم مــن لعــب دور واضـ فــي العمليــة السياســية‪ .‬و‬

‫تعتبر المشاركة السياسية أهم مظهر للديمقراطية حيث أن ازديـاد المشـاركة السياسـية مـن قبـل‬ ‫أفراد المجتمع في العملية السياسية ي مثـل تعبيـ ار حقيقيـا عـن الديمقراطيـة‪ .‬لكـن تحقيـق مشـاركة‬ ‫سياسية فعالة يتطلب توفر درجة عالية من الوعي السياسي من خالل القضـا علـى األميـة و‬ ‫التخلف‪ ،‬و كذا حرية وسائل اإلعالم و حرية الرأي و التعبير و تفعيل التنظيمات و األحـزاب‬ ‫السياسـية و جماعـات المصـال و جماعـات الضــغط و تفعيـل دور المؤسسـات و الهيئـات فــي‬ ‫الدولة‪ ،‬كمؤسسات المجتمع المـدني باعتبارهـا أداة مـن أدوات مراقبـة السـلطة فـي أعمالهـا‪ ،‬و‬

‫كــذا بنــا المؤسســات السياســية القــادرة علــى اســتيعاب القــوى السياســية الرايبــة فــي المشــاركة‬

‫السياسية‪.‬‬

‫فالمش ــاركة السياسـ ــية تـ ـ ّـوفر للس ــلطة فـ ــرص التعـ ــرف عل ــى ريبـ ــات و اتجاهـ ــات و ي ار أف ـ ـراد‬ ‫المجتمع‪ ،‬فهي بذلك شرط ضروري لتحقيق التنمية السياسية‪ ،‬و يمكن أن تصـب عائقـا لهـا و‬ ‫هو ما سمي من قبل بمشكلة التنمية‪.‬‬

‫‪4‬ب) التعددية السياسية‪:‬‬ ‫يعرفهــا ســعد الــدين اب ـراهيم علــى أنهــا‪ ":‬مشــروعية تعــدد القــوى و ان ار السياســية و حقهــا فــي‬ ‫التعايش و التعبير عن نفسها و المشاركة في التأثير على القرار السياسي في مجتمعها"‬

‫(‪.)17‬‬

‫بينما يعرفها محمد عابد الجابري بأنها ‪ ":‬مظهر من مظاهر الحداثة السياسية التـي هـي أوال و‬ ‫قبل كل شي وجود مجال اجتماعي و فكري يمارس الناس فيـه"الحـرب" عـن طريـق السياسـة‬ ‫أو بواســطة الح ـوار و النقــد و االعت ـراض و األخــذ و العطــا ‪ ،‬و بالتــالي التعــايش فــي إطــار‬

‫السلم القائم على الحلول الوسطية"‬

‫(‪.)18‬‬

‫فالتعدديــة الحقيقيــة قائمــة علــى وجــود أح ـزاب مختلفــة بب ـرام و إيــديولوجيات مختلفــة‪ ،‬تتنــافس‬ ‫فيما بينها عن طريق اإلنتخابات الحرة و النزيهـة و بصـورة دوريـة‪ ،‬أمـا بالنسـبة للتعدديـة التـي‬

‫يحمــل إطارهــا الخــارجي مظــاهر التعــدد أي أن تكــون هنالــك عــدة أح ـزاب‪ ،‬لكــن النظــام القــائم‬ ‫أقــرب إلــى نظــام الحــزب القــائم‪ ،‬و هــو الحــزب ال مســيطر فهــي تعدديــة شــكلية فقــط‪ .‬فــاألولى‬ ‫تعددية سياسية تتصف بالشمولية و هي تتضمن تعددية حزبية‪ ،‬أما الثانية فهي ليست تعددية‬ ‫سياســية ألن هنالــك ســيطرة كاملــة لحــزب واحــد و تهمــيش لبحـزاب األخــرى فهــي إذن تعدديــة‬

‫مكملة للتعددية السياسية‬ ‫حزبية ّ‬

‫(‪.)16‬‬

‫منــه فالتعدديــة السياســية تع نــي االخــتالف فــي ال ـرأي و األطروحــات الفكريــة و اخــتالف فــي‬ ‫البرام و اإليديولوجيات و المصال و التكوينات االجتماعية و الديمويرافية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪ ) 4‬التداول السلمي على السلطة‪:‬‬ ‫و المقصود به عدم ترك الحكم في قبضة شخص واحد‪ ،‬أي يجب التعاقب الدوري للح ّكام فـي‬

‫ظــل انتخابــات حـ ّـرة‪ ،‬بحيــث يمــارس هـؤال الحكـاّم المنتخبــون اختصاصــاتهم الدســتورية لفتـرات‬ ‫محددة سلفا‪ ،‬و بهذا يقوم الحاكم بممارسة السلطة بتخويل من النـاخبين وفـق أحكـام الدسـتور‪،‬‬ ‫يعـد السـلطة‬ ‫فالسلطة إذن ليست حك ار على أحد‪ ،‬إنمـا يـتم تـداولها وفقـا ألحكـام الدسـتور الـذي ّ‬ ‫التي ال تعلوها أية سلطة‪.‬‬

‫يعد التـداول السـلمي علـى السـلطة مـن قبـل األحـزاب و األطـراف السياسـية مـن أبـرز يليـات‬ ‫و ّ‬ ‫الممارسة الديمقراطية‪ ،‬فال يمكن الحديث عـن قيـام دولـة ديمقراطيـة مـا لـم يكـن هنـاك إيمـان و‬ ‫اعتراف بمبدأ التداول السلمي على السلطة‪ .‬هذا يعني أن السلطة السياسية يجـب إدارتهـا مـن‬ ‫قبــل األح ـزاب و األط ـراف السياســية التــي تحصــل علــى األيلبيــة مــن أص ـوات النــاخبين أثنــا‬ ‫العمليــة االنت خابيــة‪ ،‬و ليســت حك ـ ار علــى أحــد أو لحســاب حــزب معــين أو جهــة معينــة علــى‬

‫حساب مصلحة انخرين‪.‬‬

‫‪4‬د) حماية و احترام حقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫إن مسـألة حقــوق اإلنســان و االعتـراف بهــا فــي الدســاتير و التشـريعات الداخليــة فــي الدولــة‪،‬أو‬

‫في االتفاقيات الدولية و اإلقليمية لم يتحقق لها االحترام و الفاعلية المطلوبة‪ ،‬ما لم يكن‬

‫هناك ضمانات تعمل على حمايتهـا‪ ،‬و نقصـد هنـا بالضـمانات الوسـائل و األسـاليب المتنوعـة‬

‫التي ي مكن بواسطتها حماية الحقوق و الحريات من االعتدا عليها‬

‫(‪.)21‬‬

‫و يقصــد بحماي ــة حقــوق اإلنس ــان‪ ":‬مجموع ــة اإلج ـ ار ات الت ــي تتخ ــذ علــى الص ــعيد ال ــدولي و‬ ‫اإلقليمــي و الــوطني مــن قبــل الجهــات المختصــة فــي بلــد مــا‪ ،‬ببيــان مــدى التـزام ســلطات ذلــك‬

‫البلــد بحقــوق اإلنســان و الكش ــف ع ــن االنتهاكــات ا لمرتكبــة ووضــع االقت ارحــات لوق ــف هــذه‬ ‫االنتهاكات بإحالتها على القضا الوطني أو الدولي للفصل فيها"‬

‫(‪.)21‬‬

‫‪ )5‬آليات التنمية السياسية‪:‬‬ ‫بد من توفرها لضمان نجاح عملية‬ ‫هناك مجموعة من انليات و الميكانيزمات التي ال ّ‬ ‫التنمية السياسية في مجتمع معين من أهمها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬التنشئة السياسية‪:‬‬ ‫حض ــي مفه ــوم التنش ــئة السياس ــية باهتم ــام كبي ــر م ــن قب ــل الب ــاحثين ف ــي عل ــم السياس ــة وعل ــم‬

‫اإلجتمـاع‪ ،‬وكـان هربـرت هـايمن ‪ H.HAYMAN‬السـباق إلـى د ارسـة التنشـئة السياسـية فمنـذ‬ ‫صـدور مؤلفـه الشــهير"التنشـئة السياسـية" أصــب هـذا الموضـوع يزخــر بالعديـد مـن البحــوث و‬ ‫الدراسات‪ ،‬و للتنشئة السياسية عدة تعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫(‪)22‬‬

‫تعريـف هايمـان‬

‫‪ HAYMAN‬الـذي يـرى بأنهـا‪ ":‬تعلـم المـر المعـايير اإلجتماعيـة عـن طريـق‬

‫مختلف مؤسسات المجتمع‪ ،‬بما يساعده على التفاعل معه"‪.‬‬ ‫أمـا النجتــون ‪ LANGETON‬فيقـول‪ ":‬أن التنشــئة السياســية فـي أوســع معانيهــا إنمـا تشــير إلــى‬ ‫كيفية نقل الثقافة السياسية للمجتمع من جيل إلى جيل"‬

‫‪.‬‬

‫و هي عملية مستمرة طوال حياة الفرد(‪ ، )23‬تقوم بها مؤسسات سياسية و شـبه سياسـية و ييـر‬ ‫سياسـية كـذلك‪ ،‬تســهم بـدرجات متفاوتــة فـي التــأثير علـى أنمــاط سـلوك الفــرد و تحديـد مدركاتــه‬

‫اإلجتماعية و السياسية‪ ،‬و من هذه المؤسسات نذكر‪:‬‬ ‫األس ـرة‪ :‬إذ تلعــب دو ار أساس ــيا فــي التنش ــئة السياســية للفــرد حي ــث يــتعلم الف ــرد ع ــن طريقه ــا‬‫أس ــاليب المجتم ــع و ثقافت ــه مم ــا يعين ــه عل ــى التفاع ــل م ــع انخـ ـرين و المش ــاركة ايجابي ــا ف ــي‬

‫ديناميات الحياة اإلجتماعية‪ ،‬ناهيك عما يمكن لبسرة أن تسهم بـه مـن أدوار فـي إعـداد الفـرد‬

‫و تأهيله سياسيا لتقلّد مركز سياسي معين كأن يعمد الوالدان إلـى إقنـاع أبنـائهم و حـثّهم علـى‬

‫االنتساب إلى الحزب الذي يؤيدانه‪ ،‬أو دفعهم إلى ممارسة دور سياسي عـام أو وظيفـة إداريـة‬

‫محددة‬

‫(‪.)24‬‬

‫و لبس ـرة دور هــام فــي تشــكيل اتجاهــات األبنــا و إكســابهم قيمــا أساســية تظــل معهــم ط ـوال‬ ‫حياتهم‪ ،‬ثم إن المر يتعرف علـى عالقـات القـوة و يك ّـون تجاربـه مـن ممثـل السـلطة الوالـد فـي‬ ‫مواقف عديدة و بسيطة(‪.)25‬‬ ‫جماعات الرفاق‪ :‬و هي بنا اجتماعي يير رسـمي يضـم عـددا مـن األفـراد‪ ،‬يجمعهـم تقـارب‬‫السن أو محل اإلقامة أو تماثل الوضع الطبقي أو وحدة المكان الـذي يرتادونـه‪ ،‬كالمدرسـة أو‬

‫النادي أو محل العمل‪ .‬و المتفق عليه بين معظم الباحثين أن دور هذه الجماعات في عملية‬ ‫مكمــال لــدور األسـرة فــي هــذا المجـال‪ ،‬خاصــة فــي فتـرة‬ ‫التنشـئة السياســية مهّــم و كبيـر‪ ،‬و ّ‬ ‫يعــد ّ‬ ‫المراقبـة و فــي الم ارحـل المتــأخرة مـن النضـ السياســي للفـرد‪ ،‬و يتمثــل تـأثير جماعــات الرفــاق‬ ‫في التنشئة السياسية في عدد من األدوار و الوظائف الهامة‪ ،‬تحاول مـن خاللهـا تشـكيل فكـر‬ ‫أعضائها و سلوكهم و مواقفهم إ از تطورات الحياة السياسية و ظواهرهـا و تلـك األدوار يمكـن‬

‫اإلشارة إليها باختصار‪:‬‬

‫‪ )1‬تقوم جماعات الرفاق بوظيفة نقل و تعزيز الثقافة السياسية السائدة‪.‬‬ ‫‪ )2‬تسهم هذه الجماعات في تحديد مدركات الفرد و تصوراته لبمور السياسية‪.‬‬ ‫‪ )3‬تعتبر جماعات الرفاق إطا ار مرجعيا لما يتبناه الفرد من ان ار و ما يتخذه من مواقف‪.‬‬ ‫للتكيــف مــع البيئــة االجتماعيــة و الثقافيــة‬ ‫‪ )4‬تهــي جماعــات الرفــاق ألعضــائها مجــاال رحبــا ّ‬ ‫التــي يعيشــون فيهــا‪ ،‬حيــث يتضــا ل دور األسـرة فــي عمليــة التنشــئة لعجزهــا فــي تلقــين أبنائهــا‬ ‫ثم تزداد أهمية دور جماعات‬ ‫الخبرات المالئمة ّ‬ ‫للتكيف مع المحيط االجتماعي الجديد‪ ،‬و من ّ‬ ‫المتغيرة التي تعرض لهـم أو‬ ‫التكيف مع األوضاع‬ ‫ّ‬ ‫الرفاق‪ ،‬إذ يتعلّم األفراد من خاللها أساليب ّ‬

‫تؤثر فيهم‪.‬‬

‫(‪)26‬‬

‫المؤسســات التكوينيــة‪ :‬تعتبــر المدرســة و ييرهــا مــن مؤسســات التعلــيم الرســمي ذات أهميــة‬‫خاصة في عملية التنشئة‪ .‬فالمدرسة المركز الرئيسي لعملية التنشئة السياسية فـي المجتمعـات‬ ‫النامية و المتقدمة على حد سوا ‪ ،‬لذلك فهي تستقطب قد ار كبي ار من اهتمام السلطة السياسـية‬ ‫بحيث ال نكاد نجد نظاما سياسيا ال يعترف بأهمية الدور التربوي للمدرسة في هذا المجال‪.‬‬ ‫و تكتسب المؤسسات التربوية أهميتها في هذا المجال لعدة اعتبارات نذكر منها‪:‬‬ ‫‪ )1‬طول الفترة التي يقضيها الفرد بالمدرسة خالل مختلف مراحل التعليم‪.‬‬ ‫‪ )2‬طبيعة النظام المدرسي و نمط العالقات السائد فيه‪.‬‬ ‫‪ )3‬نوعيـة المعلــم و عالقاتــه بتالميــذه‪ ،‬فكلمــا كــان المعلــم متمكنــا مــن مادتــه العلميــة قريبــا مــن‬ ‫تالميــذه مؤمنــا بقـ ّـيم النظــام السياســي‪ ...‬كــان أكثــر قــدرة علــى تلقيــنهم أمــا إذا كــان العكــس فــإن‬ ‫التالميذ بعد نضجهم يصبحون يير مبالين بالحياة السياسية و ال المشاركة فيه‪.‬‬

‫‪ )4‬نوعية المنه الدراسي و محتواه و أسلوب نقله للتالميذ‪.‬‬

‫(‪)27‬‬

‫وسائل اإلعالم‪:‬‬‫تلعــب‬

‫وســائل اإلعــالم دو ار ال يقــل أهميــة عــن دور األس ـرة أو المدرســة فــي عمليــة التنشــئة‬

‫السياسية و اإلجتماعية‪ ،‬حيث تستخدم تلك الوسائل لتأدية عدة مهام منها‪:‬‬

‫‪ )1‬زيادة الشعور باالنتما إلى أمة أو إلى قومية‪ ،‬و بدون ذلك الشعور باالنتما ‪ ،‬مـا مـن‬ ‫دولــة تســتطيع أن تختــرق حــاجز التخل ــف االقتصــادي‪ ،‬و هكــذا بفضــل و ســائل اإلعــالم‬

‫يتوحــد الشــعب فــي الــداخل‪ ،‬و يقــوى نفــوذ الدولــة القــومي فــي الخــار ‪ ،‬و بفضــل وســائل‬

‫اإلعـ ــالم أيضـ ــا تتشـ ـ ّـجع الجمـ ــاهير فتسـ ــاهم فـ ــي التطـ ــوير القـ ــومي و اإلقـ ــالل مـ ــن القلـ ــق‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ )2‬تعلــيم الجمــاهير مهــارات جديــدة‪ ،‬و هنــاك روابــط و عالقــات و ثيقــة فــي الــدول الناميــة‬ ‫بين التعليم و ما تنشره وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ )3‬يرس الريبة في التغييـر و زيـادة يمـال الجمـاهير حيـث أن وسـائل اإلعـالم تعتبـر مـن‬ ‫األدوات الرئيسية التي يمكن بواسطتها تعليم شـعوب الـدول الناميـة طرقـا جديـدة للتفكيـر و‬

‫السلوك‪.‬‬ ‫‪ )4‬تشــجيع الجمــاهير علــى المســاهمة و نقــل صــوتها إلــى القيــادة السياســية لكــي نحــافظ‬ ‫على إحساس الجماهير بأهميتها أو إحساسها بالمساهمة‪.‬‬ ‫ القيادة‪:‬‬‫هي القدرة على التأثير فـي السـلوك البشـري لتوجيـه جماعـة مـن النـاس نحـو هـدف مشـترك‬ ‫بطريقة تضمن بها طاعتهم و ثقتهم و احتـرامهم و تعـاونهم‪ ،‬و بمعنـى يخـر فبـدون القيـادة‬ ‫ال تتم ّكن الجماعة من تعيين اتجاه سلوكها أو جهودها‪.‬‬ ‫يعــد القائــد مصــد ار أساســيا مــن مصــادر الخبــر و‬ ‫و فــي إطــار عمليــات التنشــئة السياســية ّ‬ ‫المعلومات و المعارف التـي تحتاجهـا جماعتـه وقـت القيـام بمهامهـا ووظائفهـا الحيويـة ‪ ،‬و‬ ‫يالبا ما يكـون القائـد مصـد ار مهمـا مـن المصـادر اإليديولوجيـة و الفكريـة و الفلسـفية التـي‬

‫تس ــير عليه ــا الجماع ــة خاص ــة ف ــي دول الع ــالم الثال ــث‪ ،‬فالقائ ــد المب ــدع يص ــنع و يص ــو‬ ‫إيديولوجية الجماعة و فكرها الفلسفي الـذي تسـير علـى هـداه‪ ،‬و هـو الـذي يمـن أعضـائها‬ ‫األفك ـ ــار و المعتق ـ ــدات و الق ـ ــيم الت ـ ــي ترس ـ ــم أنم ـ ــاط س ـ ــلوكهم و ممارس ـ ــتهم االجتماعي ـ ــة‬

‫اليومية‪.‬‬

‫(‪)28‬‬

‫و ما نخلص إليه هنـا أن التنشـئة السياسـية كمـا تسـعى إلـى تنميـة مـدركات الفـرد و تعزيـز‬ ‫قدراته السياسية بحيث يسـتطيع التعبيـر عـن ذاتـه مـن خـالل سـلوكيات ينتهجهـا فـي الحيـاة‬

‫السياسـ ــية‪ .‬و بالتـ ــالي فهـ ــي شـ ــرطا أساسـ ــيا بالنسـ ــبة لمتطلبـ ــات التنميـ ــة السياسـ ــية‪ ،‬حيـ ــث‬ ‫اعتمــدت الــدول المســتقلة حــديثا علــى التنشــئة السياســية إلحــالل نســق مــن القــيم السياســية‬ ‫الحديث ــة مح ــل منظوم ــة القّ ــيم التقليدي ــة (الت ــي ه ــي م ــن ص ــنع المس ــتعمر) و الت ــي تعي ــق‬ ‫التنمية‪ ،‬إذن فالتنشئة السياسية تمثل أولويـة بالنسـبة للمجتمعـات الناميـة و المسـتقلة حـديثا‬ ‫لتحقيق التنمية السياسية‪.‬‬

‫(‪)26‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتصال السياسي‪:‬‬ ‫يحتّــل مفهــوم االتصــال السياســي مكانــا مهمــا فــي علــم الــنفس‪ ،‬و علــم االجتمــاع و علــم‬ ‫السياسـة‪ ،‬و تتفــاوت درجـة اهتمــام كـل مــن هـذه العلــوم بـه وفقــا لطبيعـة كــل منهـا و محــور‬ ‫البحث في و الدافع إلى دراسة االتصال من خالله‪.‬‬ ‫و نتيجــة لــذلك تعــددت تعريفــات االتصــال السياســي و تباينــت مضــامين هــذه التعريفــات و‬ ‫داللتها من مجال إلى يخر‪،‬تبعا لتخصص صائغ التعريف و فهمه لعملية االتصال ذاتها‪.‬‬ ‫أم ــا جربن ــر‪ GERBENER‬فيعرف ــه عل ــى أن ــه‪ ":‬العملي ــة الت ــي يتفاع ــل به ــا المرس ــلون و‬ ‫المستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية معينة"‬

‫(‪)31‬‬

‫تعريــف ميــدو‪ ": MEADOW‬االتصــال السياســي هــو الرمــوز و الرســائل المتبادلــة المتــأثرة‬ ‫بالنظام السياسي و المؤثرة فيه"‬

‫(‪)31‬‬

‫تعريف بليك و هاردسن ‪": BLAKE et HARDDSEN‬االتصال السياسي هو االتصال‬ ‫ال مؤثر تأثي ار حقيقيا أو ممكنا في الحياة السياسية أو الوجود السياسي بصفة عامة‪".‬‬

‫(‪)32‬‬

‫تعريـف مـاكنير ‪":MC NAIR‬االتصـال السياســي هـو اتصـال هــادف يتعلّـق بالسياســة و‬

‫يشرح ماكنير هذا التعريف الموجز بقوله إنه يشتمل على‪:‬‬

‫أ) كـل مسـتويات االتصـال التـي يسـتخدمها الساسـة أو المشـتغلون بالسياسـة بغيـة الوصــول‬ ‫إلى ياية محددة و أهداف مقصودة‪.‬‬

‫ب) االتصال الموجه إلى هؤال الساسة من يير المشـتغلين بالسياسـة‪ ،‬كالنـاخبين و كتـاب‬ ‫األعمدة الصحفية و ييرهم‪.‬‬ ‫) اتصــال يتعلــق مضــمونه بأشــخاص الساســة و المشــتغلين بالسياســة و ييــرهم ممــن ال‬ ‫تنطبق عليهم هذه الصفة و يتعلّق أيضـا بنشـاطاتهم التـي تتضـمنها التقـارير اإلخباريـة‪ ،‬و‬ ‫اإلفتتاحيات و ييرها من وسائل مناقشة وسائل اإلعالم للسياسة و السياسيين‪.‬‬

‫(‪)33‬‬

‫و منــه نخلــص إلــى أن االتصــال السياســي هــو‪ ":‬النشــاط السياســي الموجــه الــذي يقــوم بــه‬ ‫الساسة أو اإلعالميون أو عامة أفراد الشعب و الذي يعكس أهـدافا سياسـية محـددة تتعلـق‬ ‫بقضـايا البيئــة السياســية و تـؤثر فــي الحكومــة أو الـرأي العـام أو الحيــاة الخاصــة لبفـراد و‬

‫الشعوب من خالل وسائل االتصال المتعددة‪.‬‬

‫فهذا التعريف يتضمن عناصر أساسية يقوم عليها االتصال السياسي هي‪:‬‬ ‫‪ )1‬النشاط السياسي‪ :‬و هو مضمون العملية االتصالية السياسية‪.‬‬ ‫‪ )2‬القائم باالتصال‪ :‬و هو الساسة أو اإلعالميون أو عامة أفراد الشعب‪.‬‬ ‫‪ )3‬الهدف‪ :‬الذي يتضمن األثر المقصود من الرسالة سوا كان متعلقا بوظيفة التـأثير فـي‬ ‫الرأي العام أم في عملية التنشئة السياسية‪.‬‬

‫‪ )4‬الوسيلة‪ :‬و هي كل وسـيلة اتصـالية تجسـد النشـاط السياسـي الـذي تمارسـه الحكومـة أو‬ ‫اإلعالميون أو أفراد الشعب‪.‬‬ ‫و يساهم االتصال السياسي في‪:‬‬ ‫‪ )1‬دعم النظام السياسي و زيادة كفا ته و فعاليته بحيث يتي للنظام إمكانية تدفق المعلومات‬ ‫منه إلـى الجمـاهير كمـا يعمـل علـى نقـل اهتمامـات الجمـاهير إلـى النخبـة و صـانعي القـرار و‬

‫بالتالي إمكانية خلق مجتمع ديمقراطي قائم على الحوار‪.‬‬

‫‪ )2‬يس ــاهم ف ــي اتص ــال الجم ــاهير ببعض ــها ال ــبعض و با لت ــالي تك ــوين مواق ــف متقارب ــة ح ــول‬ ‫موحد سوا كان سلبي أو إيجابي اتجاه النظام‬ ‫محيطهم السياسي و منه إمكانية انتها سلوك ّ‬ ‫السياسي حسب ديمقراطية و عدالة النظام أو فساده‪)34(.‬‬ ‫نسـتخلص ممـا سـبق بـأن االتصـال السياسـي مـن أهـم يليـات التنميـة السياسـية فهـو يـؤدي دو ار‬ ‫هاما في عملي ة التنشئة السياسية و الثقافة السياسية‪ ،‬ممـا يـؤثر تـأثي ار بالغـا فـي ممارسـة حريـة‬ ‫الرأي و التعبير‪ ،‬و يتي فرصـة للنظـام للتعريـف ببرامجـه‪ ،‬و هـذا مـا يـؤدي إلـى إمكانيـة طـرح‬

‫بدائل‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫الحزب هو الصـيغة المعاصـرة للتنظـيم السياسـي و أحـد البنـى المحوريـة األساسـية التـي تحتـل‬

‫موقعا فريدا و ممي از في سياق النسق السياسي للمجتمع و هو يمارس وظـائف و أدوار عديـدة‬ ‫هامة بالنسبة للحياة السياسية‪ ،‬و في مختلف مراحل و عمليات التنمية أيضا‪.‬‬ ‫و قد تعددت تعريفات الحزب السياسي و اختلفـت فـي نقـاط تركيزهـا‪ ،‬لـذلك فقـد طـرح البـاحثين‬ ‫عدة تعاريف للحزب السياسي منها‪:‬‬ ‫تعريـف السـويل و كـبالن‪ LASSWEEL et KAPLAN‬الـذي يتضـمن أن الحـزب السياسـي‬

‫هو‪ ":‬مجموعة من األفراد تصو القضايا الشاملة و تقدم مرشحين في اإلنتخابات"‬

‫و تعري ــف س ــيجموند نيوم ــان‪ S NEWMAN‬ال ــذي ي ــرى أن الح ــزب ه ــو‪ ":‬تنظ ــيم للعناص ــر‬ ‫السياســية النشــيطة فــي المجتمــع يتنــافس مــع جماعــة أو جماعــات أخــرى تعتنــق وجهــات نظــر‬

‫مختلفة‪ ،‬سعيا إلى الصول على التأييد الشعبي‪.‬‬

‫(‪)35‬‬

‫و منـه فــاألحزاب السياســية تضــم مجموعــة مــن األفـراد يشــتركون فــي أفكــار و تصــورات معينــة‬

‫تعمل على تعبئة الرأي العام للتأثير على السلطة و تلعب دور رقابي على السـلطات الـثالث(‬

‫التنفيذيـة و التشـريعية و القضــائية) تبـرز فــي االنتخابـات و تحــاول طـرح برامجهــا مـع التركيــز‬ ‫على تقصير أو أخطا النظام السياسي كي تكون بديال له‪.‬‬ ‫و هناك تصنيفات متعددة حول أنواع األحزاب نذكر منها‪:‬‬

‫(‪)36‬‬

‫ هنــاك مــن يعتمــد علــى ميكــانزم التفاعــل لبحـزاب السياســية فــي التقســيم و يوجــد تحــت‬‫هذا النوع‪:‬‬

‫‪ )1‬أح ـزاب األشــخاص‪ :‬أو مــا يعــرف بــأحزاب الكــارزميين‪ ،‬و هــذا النــوع مــن األح ـزاب‬ ‫يغير مساره‪.‬‬ ‫يرتبط بشخص زعيم الحزب‪ ،‬فهو الذي ينشئه و يقوده و يحدد أو ّ‬ ‫يتبنــى إيديولوجيــة‬ ‫‪ )2‬أح ـزاب إيديولوجيــة‪ :‬أو مــا يعــرف بــأحزاب الب ـرام و هــذا النــوع ّ‬ ‫مميزة كاألحزاب االشتراكية الشيوعية مثال‪.‬‬ ‫تتمسك بمبادئ وأفكار محددة و ّ‬ ‫معينة و ّ‬

‫ أما تصنيف سعاد الشرقاوي فيعتمد علـى اخـتالف تنظـيم األحـزاب و هـي تص ّـنف األحـزاب‬‫إلى ‪)37(:‬‬ ‫‪ )1‬أح ـزاب قلّــة مختــارة‪ :‬و هــي تهــدف إلــى مجتمــع الشخصــيات البــارزة ذات النفــوذ‪ ،‬أم بســبب‬ ‫مكانتها األدبية التي تمكنها من ممارسة تأثير معنوي أو بسبب ثرائها المادي الذي يسم‬

‫لها بالمساعدة في تغطية نفقات االنتخابات‪.‬‬ ‫‪ )2‬أح ـزاب جماهيريــة‪ :‬و هــذه األح ـزاب ظهــرت فــي الــدول الغربيــة مــع انتشــار االشــتراكية ثــم‬ ‫الشيوعية‪ ،‬و ترجع نشأتها إلى أسباب مالية ملّحة‪ ،‬و لنشر الثقافة السياسية بين طبقـة العمـال‬

‫التــي لــم يكــن لــديها معلومــات عــن الحيــاة السياســية و منهــا أح ـزاب الجمــاهير االشــتراكية‪،‬و‬

‫الشيوعية‪ ،‬و الفاشية‪.‬‬ ‫وتعتبر األحزاب السياسية من أفضل الوسائل و انليات المتاحة فـي المجتمـع لتحقيـق التنميـة‬ ‫السياســية‪ ،‬حيــث أنهــا نتــا لهــذه العمليــة مــن ناحيــة و يليــة و ميكــانيزم مــؤثر فيهــا مــن ناحيــة‬

‫أخ ــرى‪.‬إال أن دور األح ـزاب انن بــدأ يت ارجــع م ــع اختفــا عامــل اإليديولوجيــة لصــال عام ــل‬ ‫المصال ‪ ،‬حيث أصبحت األحزاب شريك من النظام السياسي في اللعبة السياسـية خاصـة فـي‬

‫دول العالم الثالث( بما فيها الدول المغاربية)‪.‬‬

‫(‪)38‬‬

‫رابعا‪:‬النخبة السياسية‪:‬‬ ‫المتميـزة و ذات‬ ‫تعرفها القـواميس بأنهـا أقـوى مجموعـة مـن النـاس فـي المجتمـع و لهـا مكانتهـا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االعتبار‪.‬‬

‫األقلي ــة المنظم ــة نس ــبيا‪ ،‬الت ــي‬ ‫و عرفهــا العالم ــان موس ــك‪ MOSK‬وب ــاريتو‪ ":PARITO‬بأنه ــا‬ ‫ّ‬ ‫تحكم األكثرية يير المنظمة و هي تسيطر بفضل قدراتها المتفوقة و بفضل رصيدها الثقافي‪،‬‬ ‫و هي جماعة تتمتع بالقوة االقتصـادية و السياسـية و االمتيـاز و المكانـة‪ ،‬إمـا بشـكل مكتسـب‬

‫أو موروث أو هي جماعات وظيفية و مهنية تحظى بمكانة عالية في المجتمع‪".‬‬

‫(‪)36‬‬

‫و عرفه ــا كم ــال المن ــوفي‪ ":‬ه ــي مجموع ــة م ــن األفـ ـراد ال ــذين يمتلك ــون مص ــادر و أدوات ق ــوة‬

‫السياس ــة ف ــي المجتم ــع بحي ــث تس ــتطيع ال ــتح ّكم ف ــي رس ــم السياس ــة العام ــة و ص ــنع القـ ـ اررات‬ ‫الرئيسية في المجتمع‪".‬‬

‫(‪)41‬‬

‫و علــى العمــوم أن النخبــة هــي قلّــة مــن أفــراد المجتمــع يمتلكــون مــؤهالت بنيويــة‪ ،‬فيزيائيــة‪،‬‬

‫عقليــة‪ ،‬معرفيــة‪ ،‬اقتصــادية‪ ،‬ماليــة‪ ،‬تنظيميــة‪ ،‬إداريــة‪ ،‬ومؤسســاتية‪ .‬إطــارات حاكمــة لهــا مركــز‬

‫مميز‪.‬‬ ‫متميز في السلطة أو بيئتها االجتماعية‪ ،‬يجعلها جديرة [أن يكون لها اسم خاص ّ‬ ‫ّ‬ ‫و يصـ ّـنف علمــا االجتمــاع و السياســة النخبــة إلــى عــدة أن ـواع هــي‪ :‬النخبــة التقليديــة‪ ،‬النخبــة‬ ‫التكنوق ارطية‪ ،‬النخبة المالكة‪ ،‬النخبة الكاريزمية‪ ،‬النخبـة اإليديولوجيـة‪ ،‬النخبـة الرمزيـة‪ ،‬النخبـة‬ ‫الثقافية‪ ،‬النخبة العسكرية‪.‬‬ ‫‪ )1‬النخبة التقليدية‪:‬‬ ‫تتمتّــع ه ــذه النخب ــة بس ــلطة منبثق ــة م ــن عقائ ــد ديني ــة أو أبني ــة اجتماعي ــة‪ ،‬تع ــود ج ــذورها إل ــى‬ ‫الماض ــي البعي ــد و ت ــدعمها أفك ــار عميق ــة‪ ،‬و علي ــه يمك ــن الق ــول أن ك ــل ص ــفوة ذات طبيع ــة‬ ‫تتكون الصفوة التقليدية من نـبال لهـم تـارير طويـل‬ ‫أرستقراطية هي صفوة تقليدية‪ ،‬و يالبا ما ّ‬ ‫مت ـوارث‪ ،‬فمــثال رئــيس القبيلــة لــه ســلطة قويــة علــى أف ـراد قبيلتــه‪ ،‬ذلــك أن ســلطتها تقــوم علــى‬ ‫احت ـرام بعــض الحقــائق التــي شــاعت بــين النــاس‪ ،‬و يالحــظ أن هــذا النــوع مــن الصــفوة يحتّــل‬

‫مهمة في الدول النامية‪.‬‬ ‫مكانة ّ‬ ‫‪ )2‬النخبة التكنوقراطية‪:‬‬

‫و تتكــون هــذه النخبــة مــن الطبقــة العليــا اإلداريــة التــي يتمركــز أعضــاؤها فــي الحكومــة أو مــن‬ ‫ممثلـ ــي الحكومـ ــة ‪ ،‬أو مـ ــن الهيئـ ــات الصـ ــناعية و الماليـ ــة وييرهـ ــا‪ .‬و حسـ ــب رؤيـ ــة مـ ــاكس‬

‫فيبر‪ MAX WIBER‬فإن هذه النخبة تتمـتّع بسـلطة منطقيـة شـرعية فهـي نخبـة ذات سـلطة و‬ ‫تأثير‪ ،‬و تحتّل مركز القيادة في الوظائف الخاصة بالحكومة و المؤسسات‪)41(.‬‬ ‫‪ )3‬النخبة المالية‪:‬‬ ‫تســتمد هــذه النخبــة س ــلطتها ممــا تمتلكــه م ــن عق ــارات أو رؤوس أم ـوال‪ ،‬تم ّكنهــا ثروتهــا م ــن‬ ‫ممارسة قوة الضغط أو التأثير على النخب األخرى‪ ،‬مثل النخبة التقليدية‪ ،‬و التكنوقراطية‪.‬‬

‫و في العادة يكون لق اررات هذه النخبة تأثي ار في الحياة السياسية‪ ،‬االقتصـادية‪ ،‬و االجتماعيـة‪،‬‬ ‫مما يؤثر بالتالي على عملية التغيير االجتماعي إيجابا أو سلبا‪.‬‬ ‫‪ )4‬النخبة الكاريزمية‪:‬‬ ‫يتصــف أعضــا هــذا النــوع مــن النخــب بــبعض الصــفات الروحيــة و الموهبــة ييــر العاديــة‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫مميـ ـزات ال عالق ــة له ــا بالمكانـــة االجتماعي ــة التـــي يحتله ــا الف ــرد ف ــي السـ ـلّم‬ ‫ه ــي ص ــفات و ّ‬

‫معينـين يطلـق علـيهم‬ ‫مردها إلى أشخاص ّ‬ ‫االجتماعي أو المجتمع و ال بمكاسبه المادية‪ ،‬إنما ّ‬ ‫صفة الكاريزما‪ ،‬و ذلك مقابل ما يقومون به من أعمال أو بما لهم من مقدرة علـى القيـام بهـا‪.‬‬ ‫و يحدث في مثل هذا النوع من النخب أن تمتـد السـلطة الكاريزميـة مـن الـرئيس أو القائـد إلـى‬

‫ثم إلى مجموع جماعته أو فريقه‪.‬‬ ‫الذين يحيطون به و من ّ‬ ‫‪ )5‬النخبة اإليديولوجية‪:‬‬

‫ينمـو هـذا النـوع مـن النخـب و يتبلـور حــول أفكـار إيديولوجيـة‪ ،‬و هـي تتكـون مـن أشــخاص أو‬ ‫جماعات يشتركون في مفهوم إيديولوجي واحد‪ .‬هي نخبة ذات تأثير دون أن تكون بها سـلطة‬ ‫رس ــمية ‪ ،‬و م ــن ه ــذا الن ــوع م ــن النخ ــب نج ــد النخب ــة المض ــادة الت ــي تق ــف ف ــي وج ــه الس ــلطة‬

‫الحاكمــة‪ ،‬و إذا كانــت النخبــة اإل يديولوجيــة ذات تــأثير‪ ،‬فإنهــا فــي أيلــب األحيــان تتطلــع إلــى‬ ‫إج ار تغييرات تستهدف إعادة توجيـه حركـة التـارير‪ .‬و ال يمكـن التقليـل مـن الـدور الـذي تلعبـه‬ ‫هــذه النخــب المعارضــة فــي حركــة التــارير‪ ،‬فالصــفوة الحاكمــة تعــارض الصــفوة اإليديولوجيــة‪،‬‬

‫ألنه بإمكان هذه األخيرة إحداث تغييرات عميقة في حركة التارير‪.‬‬

‫‪ )6‬النخبة الرمزية‪:‬‬ ‫تتكون هذه النخبة من أشخاص ينظر أساس أن لهم قيمة رمزية‪ ،‬و هي تشغل وظـائف مهمـة‬ ‫تتميز بصـفات رمزيـة‪ ،‬فرؤسـا الحكومـة مـثال يرمـزون إلـى قـيم و أفكـار ينظـر إليهـا النـاس‬ ‫و ّ‬ ‫على أنها أفكار جديدة و حيوية و أنها تمثل النظام‪ ،‬و يدخل القادة اإليـديولوجيون و الزعمـا‬ ‫األبطال في إطار النخبة الرمزية‪ .‬كما يكـون الرياضـيون المحترفـون صـفوة رمزيـة لهـا صـفات‬ ‫خاصة‪ ،‬و خير دليل على ذلـك عـددالمقاالت و الروبورتاجـات التـي تخصصـها الصـحف عـن‬

‫حياتهم الخاصة و عن تدريباتهم و ما حصلوا عليه في مبارياتهم من جوائز و تحطيم األرقـام‬ ‫القياسية‪.‬‬

‫(‪)42‬‬

‫‪ )7‬النخبة المثقفة‪:‬‬ ‫تضـم هـذه النخبـة المــؤلفين و الفنـانين و العلمـا و الفالســفة و المفكـرين و المتخصصـين فــي‬ ‫النظريــات االجتماعيــة‪ ،‬و المعلقــين السياســيين‪ ،‬و المعلــوم أن المثقفــين فــي كــل المجتمعــات‬

‫يمثلون الجماعات القادرة على ابتكـار و ن قـد و نقـل األفكـار‪ ،‬حيـث لعـب المثقفـون دو ار مهمـا‬ ‫في المجتمعات المتطورة و النامية على السوا ‪ ،‬و خاصة عندما جعلوا أنفسهم نقـادا للمجتمـع‬

‫ففي فرنسا مثال تزعم المثقفون لوا معارضة الطبقة الحاكمـة و الكنيسـة ‪ ،‬كمـا لعـب المثقفـون‬ ‫دو ار مهما في الحركات الثورية و العمالية‪.‬‬ ‫‪ )8‬النخبة العسكرية‪:‬‬ ‫حظيــت هــذه النخبــة منــذ فجــر التــارير باالهتمــام نظـ ار للــدور الهــام الــذي لعبــه العســكريون فــي‬ ‫تشكيل تارير المجتمعات البشرية و توجيه الحياة السياسـية فيهـا‪ ،‬و قـد كشـفت الد ارسـات التـي‬ ‫أعدت حول الجوانب السياسية للجيش عن عوامل مهمة فيما يتعلّق باألصول الطبقية للصفوة‬ ‫القيم السائدة بين أعضا الصفوة العسكرية‪،‬‬ ‫العسكرية و عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬و طبيعة ّ‬ ‫و أثر هـذه العوامـل فـي إيجـاد جماعـة قياديـة قويـة متماسـكة‪،‬و أهـم مـن ذلـك أنهـا كشـفت عـن‬

‫تحول القـوة الكامنـة إلـى قـوة فعليـة‪ ،‬و أثـر ذلـك‬ ‫نقطة مهمة قد تجاهلتها دراسات النخبة‪ ،‬وهي ّ‬ ‫في رسم السياسة و السلوك السياسي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الدور الذي تلعبه جماعة الضباط في المجتمعات النامية‪ ،‬و كيف أن دور هذه‬ ‫الجماعة قد يفوق تأثير قوة المثقفين أو القادة السياسيين في بعض البلدان‪ ،‬و لهذه المجموعـة‬ ‫ســيطرة قويــة فــي المجتمعــات المســتقلة حــديثا‪ ،‬و التــي ال تـزال فيهــا الــنظم السياســية فــي طــور‬ ‫التشــكيل و الســلطة السياســية ييــر مســتقرة‪ ،‬فهــي تســيطر علــى قــوة الســلطة العليــا‪ ،‬و بالتــالي‬

‫لديها الفرصة للقيام بدور مهم في تحديد مصير األمة‪.‬‬ ‫أما تدخلها في الشؤون السياسية فيعتمد على مجموعة عوامل منها التقاليد التي تلّقاهـا ضـباط‬

‫الجـيش‪ ،‬و أصـولهم االجتماعيـة و مـدى ـأثيرهم فـي الفـرق العسـكرية الخاضـعة لسـيطرتهم‪ ،‬و‬

‫من ناحية أخرى عمق القادة العسكريون و عالقتهم بالقادة السياسيين في معظم البلدان‬

‫‪)2‬‬

‫فالنخبة إذن يلية من يليات عملية التنمية السياسية في المجتمع‪.‬‬ ‫و منه وفي الختام نخلص إلى أن الحياة الديمقراطية في أي بلـد تقـوم علـى مجموعـة مقومـات‬ ‫و يليـ ــات و هـ ــي مقومـ ــات و يليـ ــات التنميـ ــة السياسـ ــية‪ ،‬فوجـ ــود أح ـ ـزاب سياسـ ــية ذات قاعـ ــدة‬

‫جماهيري ــة‪ ،‬برلمـ ــان ينتخ ــب بحريـ ــة و ن ازه ــة‪ ،‬نقابـ ــات مهني ــة و منظمـ ــات مجتم ــع مـ ــدني‪ ،‬و‬ ‫صحافة حرة و حراك ديمقراطي يتلّخص بمشاركة حقيقية في الحكم‪ ،‬من خالل تداول السـلطة‬ ‫بين مختلف األحزاب و التيارات السياسية‪ ،‬و التخلص من مختلف أزمات التنمية السياسية‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬بــرز تعبي ــر التنمي ــة السياس ــية بع ــد أن بــدأت ال ــدول المس ــتقلة ح ــديثا ف ــي افريقيــا و يس ــياو أمريك ــا الالتيني ــة بالمطالب ــة و‬ ‫تنصــب علـى الجانــب‬ ‫االصـرار علــى تحقيـق تنميــة لبلـدانها و محاوالتهــا لبنـا نفســها‪ .‬إذ أن قبـل هــذا التـارير كانــت الد ارسـات ّ‬ ‫االقتصــادي و االجتمــاعي ‪ ،‬أمــا بعــد أن ت يقنــت الد ارســات مــن أن النظــام السياســي شــأنه شــأن النظــام االقتصــادي يتطــور و‬ ‫يتحول و يتكامل‪ ،‬بدأ االهتمام بموضوع التنمية السياسية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أسامة الغزالي حرب‪ ،‬األحزاب السياسية في العالم الثالث‪ ،‬الكويت‪ :‬عالم المعرفة‪،1687،‬ص‪.31‬‬

‫(‪ )3‬ندا مشطر صادق‪ ،‬التخلف و التحدديث و التنميدة السياسدية‪ :‬دراسدة نرريدة‪ ،‬الطبعـةاألولى‪ ،‬ليبيـا‪ :‬منشـورات جامعـة‬ ‫قان يونس بنغازي‪ ،1668 ،‬ص‪.66-68‬‬ ‫(‪ )4‬يحي عبد المتجلى‪" ،‬التنمية السياسية في العالم الثالث" الباحث العربي‪ ،‬العدد ‪ ،1686 ،16‬ص‪.77‬‬ ‫التغيددر اتمتمددا ي و التنميددة السياسددية فددي الممتمعددات الناميددة‪ ،‬اإلســكندرية‪ :‬المكتــب‬ ‫(‪ )5‬حســين عبــد الحميــد رش ـوان‪ّ ،‬‬ ‫الجامعي الحديث‪،1688 ،‬ص ‪.25‬‬ ‫(‪ )6‬ندا مشطر صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫(‪ )7‬نصــر محمــد عــارف‪ ،‬نرريدددات التنميدددة السياسدددية المعاصدددر ( دراسدددة نقديدددة مقارندددة فدددي لدددويالمنرور الحلدددار‬ ‫اتسالمي)‪ ،‬الطبعةالثانية‪ ،‬الرياض‪ :‬الدار العالمية للكتاب اإلسالمي‪،1664 ،‬ص‪.232‬‬ ‫(‪ )8‬للتفصيل أكثر أنظر‪ :‬حسن صعب‪ ،‬لم السياسة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار العلم للماليـين‪،1667 ،‬ص‪.‬ص‪-66‬‬ ‫‪.378‬‬

‫و محمد سعد ابراهيم‪ ،‬الصحافة و التنمية السياسية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتـب العلميـة للنشـر و التوزيـع‪،‬‬

‫‪،1668‬ص‪.32-31‬‬ ‫(‪ )6‬وليد عبد الهادي العويمر‪" ،‬دور اإلذاعة و التلفاز األردني في التنمية السياسية‪ :‬دراسة تحليلية ميدانية"‪ ،‬المملة‬ ‫األردنية للعلوم اتمتما ية‪ ،‬المجلّد ‪ ،6‬العدد‪ ،2113 ،1‬ص‪.56‬‬

‫(‪ )11‬المكان نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )11‬المكان نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )12‬محمد أحمد اسماعيل‪ ،‬دور المثقفين في التنمية السياسية‪ :‬دراسة نررية التطبيد‬

‫لدم مصدر‪ ،‬الجـز األول‪ ،‬رسـالة‬

‫دكتوراه منشورة‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1685 ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ )13‬نبيل السمالوطي‪ ،‬بناي القو و التنمية السياسية‪ :‬دراسة في لم االمتماع السياسدي‪ ،‬الطبعـة األولـى‪ ،‬القـاهرة‪:‬الهيئـة‬ ‫المصرية العامة للكتاب‪،1678 ،‬ص‪.185‬‬ ‫(‪ )14‬الســيد عبــد المطلــب يــانم‪ ،‬القددة ال د أر العددام بالتنميددة السياسددية‪ :‬دور اتدراك السياسددي‪ ،‬رســالة ماجســتير‪ ،‬كليــة‬ ‫االقتصاد و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،1676 ،‬ص‪.222‬‬ ‫(‪ )15‬محمد سعد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ )16‬السيد عبد المطلب يانم‪ ،‬دراسة في التنمية السياسية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة نهضة الشرق‪،1681 ،‬ص‪.58‬‬ ‫(‪ )17‬أسامة الغزالي حرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34‬‬

‫(‪ )18‬رياض عزيز هادي‪،‬من الحزب الواحد إلم التعددية‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،1665 ،‬ص‪.63‬‬ ‫(‪ )16‬محمد عابد الجـابري‪ ،‬التعدديدة السياسدية و أصدولوا و آفدا مسدتقبلوا‪( ،‬حالدة المغدرب)‪ ،‬عمـان‪ :‬نـدوة منتـدى الفكـر‬ ‫العربي‪،1676 ،‬ص‪.117‬‬ ‫(‪ )21‬حسين علوان البي ‪ "،‬التعاقب على السلطة في الوطن العربي"‪،‬مملة دراسات استراتيمية‪ ،‬العدد‪،1668 ،4‬ص‪.173‬‬ ‫(‪ )21‬باســل يوســف‪ "،‬حمايــة حقــوق اإلنســان فــي الجامعــة العربيــة‪ ،‬الواقــع و الخلفيــة السياســية" مملددة الدراسددات السياسددية‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،6‬صيف‪،2112‬ص‪.116-118‬‬ ‫(‪ )22‬صال بالحا ‪"،‬التنمية السياسية نظرة فـي المفـاهيم و النظريـات"‪ ،‬ملتقـى وطنـي‪ :‬التحـوالت السياسـية و إشـكالية التنميـة‬ ‫في الجزائر‪ ،‬واقع و تحديات‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشلف‪ 17-16 ،‬ديسمبر ‪ ،2118‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ )23‬سماح قارح‪" ،‬التغيير االجتمـاعي و التنشـئة السياسـية" مملدة كليدة ااداب و العلدوم اتنسدانية و االمتما يدة‪ ،‬جامعـة‬ ‫بسكرة‪ ،‬العدد الثاني و الثالث‪ ،‬جانفي و جوان ‪،2118‬ص‪.5‬‬ ‫(‪ )24‬عب ــد الحل ــيم الزي ــات‪ ،‬التنميدددة السياسدددية‪ :‬األدوات و االيدددات‪ ،‬الج ــز الثال ــث‪ ،‬دار المعرف ــة الجامعي ــة‪ ،‬االس ــكندرية‪،‬‬ ‫‪،2111‬ص‪.28‬‬ ‫(‪ )25‬مولود زايد الطيـب‪،‬مصادر التنشئة السياسية و دورها في تنمية التفكيدر اتيدديولومي لددأل األفدراد‪ ،‬منشـورات جامعـة‬ ‫السابع أفريل‪ ،‬ليبيا‪،2113 ،‬ص‪.18‬‬

‫(‪ )26‬عبد الحليم الزيات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.33-28‬‬ ‫(‪ )27‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.44-33‬‬ ‫(‪ )28‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫(‪ )26‬ري ــاض حم ــدوش‪ ،‬تطدددور مفودددوم التنميدددة السياسدددية و القتودددا بالتنميدددة االقتصدددادية‪ ،‬ب‪.‬ب‪.‬ن‪ :‬معه ــد الميث ــاق‪،‬‬ ‫‪،2116‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ )31‬السيد عبد الحليم الزيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪communication,BeverlyHills‬‬

‫‪political‬‬

‫‪of‬‬

‫‪book‬‬

‫‪Hand‬‬

‫‪Sanders,‬‬

‫‪and‬‬

‫‪(31)Mimmo‬‬

‫‪sage,1981,pp 72-82 .‬‬ ‫)‪ (32‬نفس المكان السابق‪.‬‬ ‫‪)33( Mc Nair Brian,An Introduction to political communication, London : Routledge,‬‬ ‫‪1995,p4 .‬‬ ‫)‪ (34‬عبد الحليم الزيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫(‪ )35‬أســامة ي ازلــي حــرب‪ ،‬األح دزاب السياسددية فددي العددالم الثالددث‪ ،‬الكويــت‪ :‬المجلــس الــوطني للثقافــة و الفنــون و انداب‪،‬‬ ‫‪ ،1687‬ص‪.14‬‬ ‫(‪ )36‬محمـد رجــب أحمـد‪ (،‬دور األحـزاب السياســية فـي التنميــة و البيئــة‪ :‬د ارسـة لبـرام األحـزاب السياسـية المصـرية)‪ ،‬رســالة‬ ‫ماجستير منشورة‪ ،‬معهد الدراسات و البحوث البيئية‪ ،‬جامعة عين شمس‪،1668 ،‬ص‪.57-56‬‬ ‫(‪ )37‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬النرم السياسية في العالم المعاصر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2117 ،‬ص‪.213‬‬ ‫(‪ )38‬عبد الحليم الزيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬ ‫(‪ )36‬مولــود ســعادة‪" ،‬النخبــة و المجتمــع‪ ،‬تجــدد الرهانــات"‪ ،‬مملددة الباحددث االمتمددا ي‪ ،‬قســم علــم االجتمــاع‪ ،‬جامعــة باتنــة‪،‬‬ ‫سبتمبر‪.2111‬‬

‫(‪ )41‬نفس المكان السابق‪.‬‬ ‫(‪ )41‬ازهــر زكــار‪،‬الصدددفوات و النخدددب و ت ثيرهدددا فدددي الممتمددد ‪ ،‬مركــز اإلشــعاع الفكــري للد ارســات و البحــوث‪ ،‬فلســطين‪،‬‬ ‫د‪.‬ت‪.‬ن‪،‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )42‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫(‪ )43‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬

View more...

Comments

Copyright � 2017 SILO Inc.